الأربعاء، 28 أبريل 2010

قصة لفيل وعبرة لشعب

      يحكى أن فيلا صغيرا وقع فى فخ أحد الصيادين فى أفريقيا  وبيع فى الأسواق لرجل ثرى يملك حديقة حيوانات ، وقام الرجل الثرى بربط إحدي أرجل الفيل بسلسلة حديدية قوية من الصلب وفى نهايتها كرة كبيرة مصنوعة من الحديد  
شعر الفيل بالغضب الشديد  وعمل على تحرير نفسه من الأسر ولكنه كلما حاول أن يتحرك  أحس بألم شديد فما كان منه بعد عدة محاولات إلا الاستكانة والخنوع
      وفى اليوم التالى كرر المحاولة ولكن دون جدوى وهكذا إلى أن تطبع مع الأسر  وتقبل الواقع وبذلك استطاع مالك الفيل أن يسوسه كما يريد ويتحكم فيه كيف يشاء
وبمرور الأيام كبر الفيل وزاد حجمه وقام مالك الفيل باستبدال الكرة الحديدية بأخرى خشبية لكن الفيل الضخم صاحب الإمكانات الهائلة ما عاد يعمل على تحرير نفسه  وظل قابعا داخل الوهم الذي يقيده مطأطئ الرأس لمن يملكه
      
 من يقرأ هذه القصة يعلم أن الحرية نعمة من الله لا توهب بل تنتزع ويدرك أيضا أن كل حاكم  كان القمع نهجه والسجن وسيلته والبطش سلاحه يعيش على أقوات الناس ويستمد قوته من ضعفهم ويتفرعن عليهم بحديده ولكنه نسي أن هذا الشعب أخذ يدرك أن من يحكمه هي تلك الكرة الخشبية  التي سوف تركل من قبل الشعوب بالأقدام تاركة خلفها زمن القيود والسجون والقوانين المقيدة للحريات  فيا أيتها الشعوب اعلمي أن الحرية فريضة من فرائض هذا الدين لايجب التفريط فيها ولا التنازل عنها
   فهذه القصة تحمل رسالة للشعب بألا يتنازل عن حقوقه ولايركن للطغيان ولا يستسلم للقيد وليعلم أن من يسوسه من الظالمين قصره أهون من بيت العنكبوت ، وقيده وهم نسجه من ضعف من يحكمه وتذكر أيها الشعب دائما قول الشاعر: 

     إذا الشعب يوما أراد الحــياة      فلا بـد أن يستجيب القدر
     ولا بـــد للــــيل أن ينــــــجلي     ولا بــد للقـيـد أن ينكــسر
     ومن لم يعانقه شــوق الحياة     تبــخر فـي جـوها وانــدثر
     ومن لا يحـــب صعود الجبال     يعش أبد الدهر بين الحـفر

وإني على يقين أن الظلم إلى زوال والقيد لابد أن ينكسر ولابد وأن يدمغ شعاع الفجر عتمة الليل ولكن كل هذا مرهون - بعد مشيئة الله - بإرادة الشعوب متى استفاقت وعرفت حقوقها ودافعت عنها وانتزعت حريتها

هناك تعليق واحد:

  1. حقا إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن بستجيب القدر

    ردحذف