وقفة مع "كما تكونوا يول عليكم "

بداية هو حديث ضعيف ففي طريقه يحي بن هاشم وهو ضعيف عند أهل الحديث وقيل في سنده مجاهيل وقيل في إسناده وضاع وفيه انقطاع

حتى لو سلمنا بصحة هذه المقولة فإنها تقال للأمم الحرة التي تختار من يحكمها بحرية ونزاهة وبلا قيد فيكون طبيعيا أن من يأتي بالإنتخابات النزيهة يكون انعكاسا لإختيار الشعب ، أما أن تتداول هذه المقولة بيننا عند كل انتخابات فيستسلم لها البعض مؤيدين بعض القناعات التي تبرر للطغيان أن يستمر وللفساد أن ينتشر ولنهب مقدرات الوطن أن تزداد فهذا مايريده النظام حتى يستمر في إفساده مؤيدا من بعض المنتفعين من بقائه في السلطة وإن استمر هذ الحال فسوف ينهار الوطن إن لم يكن بالفعل أخذ في الإنهيار طالما ظل الفساد والاستبداد وانتهاك الحريات وبيع أحشاء الوطن للأعداء بثمن بخس دولارات معدودات .

والسؤال الذي يطرح نفسه ما العمل وكيف الخروج ممانحن فيه ؟

إن الدور الأكبر يقع على الشعوب فهي المعنية بالتغيير وعليها أن تلتف حول المخلصين من أبناء الوطن الذين يدافعون عن الشعب ويحاولون إصلاح الأوضاع بالطرق السلمية ، إن اللاعب الأكبر في المرحلة المقبلة هو الشعب فعليه أن يؤيد بقوة مبادرات الإصلاح والعمل على تعديل الدستور وعليه أن يخرج عن صمته مشاركا في المظاهرات والإعتصامات التي يدعو إليه من ينشدون الإصلاح ، ولتعلموا جيدا أن بيت الفساد والقمع أهون من بيت العنكبوت فلا تخافوه .

وللنخب والقوي السياسية دور فعليهم أن يتوجهوا لهذا الشعب بالتوعية والعمل على تعريفه بدوره وأن يراهنوا عليه لا على غيره ويجب على النخب والقوي السياسية أن يجلسوا جميعا ويتفقوا على الحد الأدني بعيدا عن الإختلاف الأيدولوجي فلن يعترض مخلص على إلغاء الطوارئ وعمل انتخابات حرة نزيهة و إلغاء الإعتقال السياسي وتعديل الدستور المشوه وغيرها الكثير

فبيد الشعوب والقوى الحية في الفترة القليلة المقبلة عمل الكثير فقد تكون فرصة أخشى ألا تتكرر....
مشاركة