حكى الاصمعي أنه قال :خرجت حاجا إلى بيت الله الحرام وزيارة النبي صلى الله عليه وسلم فينما أنا أطوف حول الكعبة في الليل وكانت ليلة مقمرة فإذا أنا بصوت حزين لشاب حسن الوجه ظريف الشمائل عليه أثر الخير معلق بأستار الكعبة ويقول : ياسيدي ومولاي نامت العيون وغارت النجوم وأنت الحي القيوم وغلقت الملوك أبوابها وقامت عليها حراسها وحجابها وبابك مفتوح للسائلين وهنا سائل بين يديك واقف ببابك ينتظر رحمتك يا أرحم الراحمين ارحمني واغفر ذنوبي ولاتحرمني رؤية جدي حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم في دار كرامتك وأنشد يقول:
ألا يارجائي إن كشفت كربتي فامح لي ذنوبي واقض لي حاجتي
فزادي قليـــل ما أراه مبـلــغي أللزاد أبكـــــي أم لطول مســـافتي
قال الأصمعي: فدنوت منه فأذا هو زين العابدين :علي بن الحسين فوضعت رأسه على حجري وبكيت بكاءا شديدا لبكائه فلما أفاق سألته عن هذا البكاء فقال : إن الله خلق الجنة والنار فمن عصاه دخل النار ولو كان شريفا قرشيا ومن أطاعه دخل الجنة ولو كان عبدا حبشيا أم سمعت قوله تعالى(فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولايتساءلون) وقوله صلى الله عليه وسلم(من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق