الثلاثاء، 16 فبراير 2010

أنتم أمل الأمة


بقلم: سعيد الشريف.
نعم أيها الإخوان أنتم الأمل لهذه البشرية التي تعيش حياة بربرية , القوي يأكل الضعيف كالوحوش في الغابات , لا قيم ,لا أخلاق ,لا مبادئ , لا معاهدات , فقط فساداً وانحطاطاً وظلماً وطغياناً وجبروتاً واحتلالاً وإشاعةً للفواحش والمنكرات , وبشر يعيشون حياة حيوانية شهوانية , لا يبحثون عن شيء سوى إشباع غرائزهم التي لا تعرف سوى الرذائل والخبائث.
نعم أنتم الأمل بمنهجكم السلمي وبفهمكم الصحيح الشامل للإسلام وبوحدة صفكم وأخوتكم , وبتجردكم لدعوتكم , وبصبركم على التنكيل والتعذيب والاضطهاد , وبجهادكم وتضحياتكم وبدمائكم الذكية التي أريقت وما زالت تراق في سبيل دعوتكم وإصراركم على الإصلاح والتغيير ومحاربة المفسدين والطغاة والظالمين .
نعم أنتم الأمل لهذه البشرية لأنكم تسلكون طريقاً مرسومة خطواته محددة مراحله , طريقا واضح المعالم , نهايته معلومة وواضحة كالشمس في عز النهار شيء واحد من اثنين , إما نصر أو استشهاد .
فعليكم بتقوى الله , الذي اصطفاكم واختاركم لتحملوا هذه الدعوة المباركة , التي هي دعوة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم , نعم الله تعالى هو الذي يدبر ويختار ويصطفي لهذه الدعوة المباركة , لأنها دعوة ربانية ليس فيها مغانم دنيوية أو مصالح شخصية أو أهواء نفسية لأن الذي يختاره الله ويصطفيه , يعي جيداً أن طريقها ليس مفروشاً بالورد , إنما هو طريق جهاد وصبر واحتساب وتضحية وثبات , طريق كله أهوال وصعاب وأشواك .
أيها الإخوان : إن كثيراً من الناس مازال لا يعرف دعوتكم وخصائصها ولا أهدافكم ووسائلها لذلك وجب عليكم التحرك بهمة عالية وبصدق وإخلاص , لتبينوا للعالم من أنتتم وما هي دعوتكم ووسائلكم في الإصلاح والتغيير . أيها الإخوان وخاصة الشباب : تذكروا جيدا كلمة الصديق أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه ( من كان يعبد محمد فإن محمد قد مات , ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ) قالها عند موت المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم , والصحابة قلوبهم منكسرة ونفوسهم مزلزلة من خبر وفاته صلى الله عليه وسلم , وقد كانت كلمة صدق فخرجت من القلب إلى القلب .
أيها الإخوان اعلموا جيداً أن دعوتكم ليست دعوة أشخاص , وإنما هي دعوة ربانية لا ترتبط بأحد مهما علا شأنه أو كبرت مكانته , فالجميع جنوداً لله عز وجل , وأنتم تعلمون جيداً أن في دعوتكم قائد اليوم هو جنديي الأمس وبعد الغد , وأن جندي اليوم هو قائد الغد وجندي بعد الغد , الكل سواسية والجميع جنوداً لهذه الفكرة الربانية , وهذا ما نريد أن يفهمه العالم كله , دعوتنا ليست دعوة مناصب ومغانم وأهواء , دعوتنا دعوة ربانية شعارها واضح لا لبس فيه " الله غايتنا , والرسول قدوتنا , والقران دستورنا , والجهاد سبيلنا , والموت في سبيل الله أسمى أمانينا" .
أيها الإخوان اتقوا الله فأنتم أمل البشرية , والعالم في انتظار دعوتكم الربانية السلمية .
المصدر: ينابيع تربوية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق